يستعمل الكثير من الأفراد المكيفات الكهربائية للمساعدة في تلطيف الجو و تبريد الغرف التي يجلسون بها, كما أنهم بالتأكيد يشعرون بالإمتنان الشديد إلى مهندس الكهرباء الأمريكي “ويليس كارير” الذي عمل على تطوير المكيف و جعله من أفضل وسائل الراحة المتوفرة في عصرنا الحالي, خاصة لدى الشرق أوسطيين الذين يعانون من درجات الحرارة العالية جداً و الشديدة و التي لا يمكن إحتمالها , و لكن هل تسائل أحدكم كيف يعمل المكيف الكهربائي و ما هي آلية التشغيل الخاصة به ؟؟ هذا هو ما سنقوم بشرحه تحديداً في السطور التالية لتكون على درارية تامة بآلية الجهاز الذي تقوم بتشغيله يومياً .
يرى العاملين في توكيل كاريير أهمية توضيح آلية عمل جهاز المكيف الكهربائي بشكل مفصل تماماً, لأنه عند إدراكك لتفاصيل العمل هذه سوف تتمكن من إدراك الأسباب الحقيقية وراء المشاكل التي قد تصيبه بعد ذلك و من فإنه سيكون السهل عليك حلها .
يعتمد تبريد المكيف على مبدأ بسيط جداً في العمل و هو التحول من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية, حيث تعتمد هذه العملية على سحب الحرارة من الهواء و خفضها تدريجياً إلى أن تصل إلى البرودة اللازمة, مثلما يفعل الكحول تماماً على أجسامنا فإنه يشعرنا ببروده لأنه سريع التطاير و يتحول من المادة السائلة إلى الغازية عندما يلامس الجلد و من ثم فإنه يسحب الحرارة و يترك الجلد بحرارة منخفضة تماماً . و هذه هي آلية عمل المكيف بالضبط فهو يسحب الحرارة من هواء الغرفة و يكون بداخله سائل يسمى الفريون له درجة حرارة تبخر منخفضة و يتحول إلى الحالة الغازية ليمتص حرارة الهواء , ثم يضغط و يعود سائلاً مرة أخرى و لكن بدرجة حرارة منخفضة .
بعد أن فهمت الآلية الكاملة لعملية التبريد ستدرك أنه يقوم بتكرار عملية تحويل سائل الفريون إلى غاز بصفة مستمرة, و ذلك من خلال أنابيب رفيعة للتبريد توجد في المكيف من الداخل و تمتص حرارة الغرفة لتسمح للسائل المبرد بأن يتبخر و يتحول إلى غاز، و من ثم فإنه يتم ضغط الغاز بواسطة محرك خاص, لتنطلق الحرارة التي امتصها الأنبوب فتتحول إلى حالة سائلة مرة أخرى. و هذه المرحلة التي تسمى بمرحلة الضغط تتم جميعها في الجزء الخارجي الخاص بالتكييف, عن طريق سحب الحرارة من الهواء الموجود بالغرفة إلى خارج الغرفة و تطبيق العملية التي ذكرناها عليه. و لكي يستطيع المكيف من تأدية هذه المهمة بكفاءة عالية فإنه يعتمد على دورة معينة تعمل من خلال مجموعة من المراحل على النحو التالي :
1- يقوم المحرك أو ما يطلق عليه “الضاغط” بضغط غاز الفريون بقوة هائلة, مما يؤدي إلى إقتراب جزيئاته من بعضها البعض و من إرتفاع طاقتها الداخلية و إرتجاجها الحراري, و بالتالي فإن هذه العملية سينتج عنها إرتفاع كبير في درجة حرارة غاز الفريون .
2- بعد ذلك و عندما يتحول غاز الفريون إلى غاز حار, يبدأ في المرور عبر أنابيب ملتفة و طويلة تغطي مساحات كبيرة, و من ثم فإنها تتمكن من تخليص الغاز من حرارته، و كذلك فإنها تجعله يتكاثف و يتحول إلى سائل.
3- و في المرحلة التي تلي تحول الفريون إلى سائل يبدأ صمام التمدد في العمل على الفصل بين منطقتين مختلفتين في الضغط, و عندما يمر سائل الفريون هذا خلال صمام التمدد, فإنه سوف ينتقل من منطقة ضغط مرتفع إلى منطقة ضغط منخفض, و من ثم فإنه يتمدد و يبرد بسرعة هائله بمجرد دخوله إلى أنبوب التبريد، و بما أن أنبوب التبريد له شكل لولبي و طول كبير جداً فإنه يعطي السائل فرصة لأن يقترب من درجة غليانه فيتبخر و يتحول إلى الحالة الغازية مرة أخرى بعد أن يمتص الحرارة من الغرفة بشكل كامل.
4- بعد ذلك يبدأ غاز الفريون في المرور عبر أنابيب التبادل الحراري الموجود في المكيف من الداخل, و يستمر في التحرك حتى يصل الغاز إلى المحرك, الذي تتمثل وظيفته في أن يقوم بضغط الغاز مرة أخرى ومن ثم فإنه يحوله إلى سائل و لكن بارد. و تستمر هذه العملية في التكرار إلى ما لا نهاية .